قلم✒️: عبدالله التهامي.
المحطات الإذاعية
تعتبر الإذاعة المسموعة من أكثر وسائل الثقافة انتشاراً، فهي وسيلة إعلامية هامة تختلف عن باقي الوسائل الإعلامية الأخرى وذلك لأنها تتخطى الحواجز وتصل إلى كل مكان، ويساعد على انتشارها سهولة انتقائها من جهة وتلبيتها لجميع أو معظم الرغبات من جهة أخرى مما يعطيها فرصة التأثير المستمر، لأن السامع لا يمل من الاستماع لها وخاصة أنها تحاول إرضاء جميع الأذواق ومختلف المستويات الثقافية، فهي تخاطب عقول السامعين بغض النظر عن مستوياتهم الثقافية، لذلك تصاغ الملذة الإذاعية في عبارات بسيطة يدرك معانيها المثقف وغير المثقف ولأنها تعتمد على الكلمة المسموعة والتأثيرات الصوتية بالدرجة الأولى.
ومن هنا أريد أن أتحدث عن المحطات الإذاعية التي تقوم ببث البرامج المتنوعة وتتيح الفرص للقاء بعدد من رجال الفكر والثقافة وبرامج الأسرة وبرامج الرياضة إلى جانب البرامج الأخرى وعن بعض محطات الإذاعة التي تقع في المناطق المهمة التي تحتضن الكثير من المعالم السياحية وكذلك العديد من الاماكن والمناطق التي تروي قصة الحضارة العريقة، فلماذا لا يتم إطلاق ترددات جديدة من كل محطة إذاعية في كل منطقة ويتم التركيز والإهتمام بهذه المحطات وتصبح مستقلة في مجال البث المباشر بالتنسيق وتحت إشراف الجهة المختصة أسوة ببعض الإذاعات، علماً أن كل منطقة يوجد بها نخبة من المثقفين والمنتجين والمعدين للبرامج والمنفذين والمذيعين، ونخبة من أهل العلم فلماذا لا يتم دعم هذه المحطات بأجهزة تقنية حديثه وتعطى صلاحية البث المباشر وتبث الإذاعة عبر الأثير بين محاضرات ودروس وتلاوات بطريقة مدروسة وبعناية، وتعد برامج أخرى تناسب الرؤية والإعلام الجديد، مثل برامج الأسرة والرياضة وتبث على مدار الساعة، ويتم تغيير الروتين الحالي للإذاعة بالبحث عن البرامج الجديدة والتنوع والتطور، حيث تقوم الإذاعة حالياً بدور مهم وملموس رغم كل ما يوجد في الساحة من وسائل إعلامية كثيرة سواء كانت مقروءة أو مرئية، حيث أن الإذاعة تظل هي المحور الرئيسي فى عالم الإعلام، فالإستماع إلى الإذاعة يأخذ المستمع إلى عالم الخيال والتصور ويجبره على الإنصات بتركيز عالي وذلك مما يبث من مسلسلات إذاعية أو شعر أو كلمات أو مقاطع أو الموسيقى …إلخ.
في الحقيقة دار حوار بيني وبين إحدى شقيقاتي حيث تحدثنا عن الراديو والبرامج الإذاعية حيث ذكرت أن بعض المحطات الإذاعية تقتصر على بث الطرب والأغاني ولا يوجد برامج إذاعية هادفة وبعض المحطات الأخرى تثير اهتمامها خاصة في الفترة الصباحية حيث ذكرت أنها تستمع للراديو وتنصت إلى التلاوات العطرة من المصحف الشريف أو بعض البرامج الإذاعية التي تتابعها وذلك يمكنها من الاستفادة من المواضيع التي تثير اهتمامها، من القضايا الاجتماعية المطروحة للنقاش، مما جعلها أكثر إنصاتاً للمواد الإعلامية التي تقدمها مجموعة من الإذاعات، وأوضحت أنها تجد ضالتها في بعض البرامج التي تمكنها من الاستفادة من نصائح قيمة تساعدها على تطوير حياتها اليومية، وذلك ما يجعلها مستمعة وفية لهذه البرامج.
فأتمنى أن يعاد النظر في برامج المحطات الإذاعية في صلاحية البث المباشر وخلق التنافس في البث عبر الأثير والإعداد بين المحطات من أجل أن تحظى هذه المحطات على إهتمام كبير من المستمعين وذلك بالعناية بالبرامج وجودة الإعداد وإختيار المناسب للبث والتجدد مع الجديد مما يجعل المستمعين يتهافتون على التواصل المباشر كلما حان موعد البرنامج المفضل أو ذاك الذي يجيب عن تساؤل معين، حيث تزدحم خطوط التواصل الهاتفي والرسائل القصيرة أو الإلكترونية، أتمنى أن أستمع لبرامج تعمل على تنمية الثقافة الإعلامية لدى المستمع الذي تدفعه للمشاركة في البرامج الإذاعية والحديث بسلاسة وارتجالية عبر المحطات الإذاعية.