الكفاح نيوز – الكاتبة والأديبة حنان حسن الخناني – المدينة المنورة
لسنا كبار !!!
كثيراً ما أشعر برغبة عارمة في البكاء كالأطفال الصغار كبكاء طفلة ضائعه أفلتت من يد أبيها وسط الزحام .. لست وحدي بل أشعر بالجميع ضائعون وسط هذا الزحام .. لا فرق بين صغير أو كبير أنثى أو ذكر جميعنا أطفال في أخلاقنا وعلومنا ومعرفتنا .
نعتقد أننا امتطينا بعقولنا ومعرفتنا السحاب، فنكتشف أننا لازلنا في الأبجديات نتعلم حروف الهجاء كالطلبه الصغار في جهلنا وتساؤلاتنا، كطفله استيقظت بعد الظلام فتشير الى الشمس، كيف ظهر ت وظهر النور يا أمي ؟!!.
فتجيبها متلبكة ، و تسرد عليها قصصا خرافيه خلاصتها أننا لانعرف الحقيقه .. و لا حتى أينشتاين يعرفها .
و يسألك طفلك عن جده وجدته اللذين توفيا، أين رحلا منذ موتهما. ؟؟!!
و عن أخته التي ولدت بالأمس من اين جاءت واين كانت قبل مولدها . ؟؟!!!!
فنعجز عن الاجابه ..فلا أحد يعرف !!
وقد يشير لك طفلك على الكهرباء ما هذا ؟
فتجيبه هذه كهرباء،
فلا تستطيع الاجابه على هذا الكم الهائل من الاحراجات والتساؤلات، و يداهمك بسؤاله من أين أتت الكهرباء، فتحكي له حكاية جميله عن الأجهزة الكبيره وغرف الكهرباء ومحطات التوليد .. و أنت لا تدري من اين يأتي النور والضوء ولا الكهرباء .. و لو سألت علماء الدين والنفس والطبيعة كلهم ما وجدت فيهم واحداً يستطيع أن يدلك على ماهية الضوء و كنهه ، و لا حتى نيوتن ، ولا مايكل فاراداي . ولا غيرهم.
اذن نحن نعيش في جهل مهما درسنا وتعلمنا وحصلنا على اعلى العلوم والشهادات، لقد اخترعنا علم النفس و كتبنا البحوث فيه و المراجع و نحن لا ندري ما هي النفس، و اخترعنا الساعات بانواعها وماركاتها لقياس الزمن و نحن لا نعرف ما هو الزمن .
و هُبط بنا الى الأرض وعمرناها من ملايين السنين و ما زلنا لا نعرف عنها إلا قشرتها . !!
فمثلا تحدث واقعه او قصة، و يجتمع الناس فيختلفون في سردها و نتداولها بصور وأحداث مختلفه .. و هذا شأن القصة التي لم تمر عليها ساعات فكيف بالتاريخ الذي مرً عليه الاف السنوات ونسجت فيه الروايات وخطت فيه المجلدات .. و كلها من نسج الخيال .
ما أجهلنا عن الحقيقة ..!!!
فثمة لا فرق بيننا وبين اطفالنا في علمنا و معرفتنا، بل حتى في سلوكياتنا واخلاقنا نحن المعلمين والمؤتمنين عليهم، و كل منا يحتضن ممتلكاته وامواله كما يحتضن الطفل دميته و لا يتنازل عنها، و فينا للاسف المبتز ، و الظالم و السارق والبخيل ،فالطفل يختلس اللعبه و الكبير يسرق، و الطفل يضرب و الكبير يدمر ،و الطفل يمد يده يضرب و الكبير يمد مسدسه أو عصاه اوخنجره و الطفل يقذف بحجر و الكبير يقذف بقذيفه وصاروخ وقنابل، فهل من الغرابة بمكان أن أبكي على هذا العالم من الاطفال الذين يحسبون أنفسهم كبارأ. ؟!
قال تعالى (وماأوتيتم من العلم الا قليلا ).
فمهما أوتينا من علم لانستطيع أن نحصرالايات الكونيه الداله على علمه وقدرته وعظمته ومهما تطورالعلم والعلماء سيبقى علمهم محدود وقليل جداً
ومهما كبرنا فلسنا كباراً.